# 3– تأمّلات الأخصائيين التربويين بعد الأسبوع الأول في فالديمارسرو
- Ellen Spens
- 18 نوفمبر
- 3 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 25 نوفمبر
تأتي التأمّلات بشكل تلقائي من التربويين في الأوقات الفاصلة، في اللحظات التي تسبق أو تلي لقاءنا بالطلاب. لكن خلال الأسابيع التي نقضيها في المدرسة، نخصّص أيضًا جلسة تأمّل مجدولة يلتقي فيها الجميع. يُعبَّر عن الكثير خلال هذه الحوارات غير الرسمية وكذلك خلال اللحظات الأكثر تنظيمًا. ويصبح واضحًا مدى معرفة المعلّمين والمساعدين بالطلاب. إشارات صغيرة في التواصل يصعب علينا فهمها، لكن البالغين المحيطين بالطلاب يغمرهم الشعور بالدهشة والامتنان عند ملاحظتها مع طلابهم. وكان التنفّس أحد الأمور التي لفتت الانتباه مباشرة.
لم أرَ وجه الطالب، لكنني استطعت سماع كيف هدأ تنفّسه. فالتنفّس أيضًا لغة!
وفيما يلي بعض الاقتباسات المكتوبة من حديثنا مع التربويين والمساعدين:

أنا ممتلئة بالإحساس هنا! كأنك حين تدخلين الغرفة تشعرين بأن الزمن يتوقّف وأن الوتيرة تهدأ. أرى ذلك مذهلًا جدًا، فهو شيء أفكر أننا نستطيع أن نحمله معنا إلى نشاطاتنا ودروسنا. أفكر أن الطلاب يستطيعون المتابعة بطريقة مختلفة. بدأت أتساءل كثيرًا: كيف نتحرك؟ ما مدى سرعتنا؟ فنحن لا نرى أنفسنا سريعين، لكن مقارنةً بالتوقيت والإيقاع الهادئ الذي لديكم، فالأمر يخلق إحساسًا آخر. وقد فكرت كثيرًا فيما يمنحه ذلك، وكأنه يبعث نوعًا آخر من الهدوء.
الإضاءة كانت شديدة التأثير ومذهلة! وأفكر أنه، حتى لو لم يكن الطالب يرى، فهي تُحدث أثرًا فينا نحن الآخرين، وتُحدث فينا شيئًا نستطيع نقله للطالب. هذا ما أفكر به. وهذا أيضًا شيء أرغب في تعلّمه.
عندما دخل الطالب إلى الغرفة كان تنفّسه أكثر خشونة وبشيء من الجهد. ثم على الرغم أنني لم أرَ وجهه لكنني استطعت سماع كيف هدأ تنفّسه. ووجدت ذلك رائعًا.
كان جميلًا أنكم أدخلتم عنصر الرائحة. كنت أنظر قليلًا إلى خدّ الطالب عندما جاءت رائحة اللافندر، ورأيت أنه بدأ يحرك فمه قليلًا.
سيكون من المثير فعلًا البحث في ما يحدث هنا! خصوصًا فيما يتعلق بـ ل & أ، حيث استطعت أن ألاحظ كلًا من التنفّس وتعابير الوجه. ما الذي يحدث في الجسد؟ للوهلة الأولى، ترغب حقًا في تصوير هذا ومشاهدته عن قرب. ما الذي يحدث؟ إنه أمر مشوّق للغاية!
الطالب يكون في المركز ويتولّى السيطرة على المكان! الطالب الأول الذي كنت معه شعرتُ أنه احتلّ المساحة. كان ذلك مذهلًا جدًا. فرغم أن تعابيره ليست كبيرة، إلا أنه مع ذلك هيمن على المكان! رائع جدًا.
أن نشاهده جالسًا ويُظهر تعابير! هذا ما نعمل من أجله طوال اليوم. هذا أكثر ما نريده في التواصل الذي نعمل عليه هنا. لم أرَه "يتحدّث" بهذا القدر من قبل بطريقته الخاصة. تنفّسه وهدوؤه. يداه كانتا مسترخيتين تمامًا. كم مرة يُتاح لهم (الطلاب) أن يكونوا "كبارًا"؟ لقد كان في الغرفة يواجه أشياء لا يعرف ما هي، لكنه استطاع أن يكون "فتى كبيرًا" فيها. صحيح أننا كنا بجانبه، لكنه كان شجاعًا "وحده" في ذلك. لقد كانوا "كبارًا" هناك! وكانوا ذوات مستقلة. لديهم أمان في وجود الطاقم، لكنهم مع ذلك شعروا بأنهم "أولاد كبار" يواجهون ما يأتي بأنفسهم. وكما أنني نسيت نفسي في الغرفة، نسوا هم أيضًا حضوري وأصبحوا فقط "في اللحظة". وأرى أن هذه بُعد مهم جدًا، فليس من المعتاد أن ننجح في خلق مساحة لهم، في فقاعة الصمت وما ينشأ فيها، ليكون كل واحد منهم مجرد فتى يَستقبل أشياء جديدة بنفسه. إنها استقلالية حقيقي حتى ونحن موجودون.
أرى أنه من الرائع جدًا أن يحصل طلابنا على هذا. أنا ممتنة بشكل لا يوصف. لدينا الكثير من الأمور التي يجب إنجازها ـالرعاية، والمتابعةـ ، وكل ما حولها. وأن يحصل الطالب على "طالب واحد – تجربة واحدة" ويُمنح الوقت والمساحة، هذه نعمة.
وهنا أيضًا، عادةً ما يكون على الشخص أن يفعل ألف شيء، ويذهب إلى أماكن مختلفة. لكن يبدو لي أن هذا منح أ و ل أكثر بكثير من مجرد الذهاب إلى أماكن وأنشطة مختلفة. ما معنى "أن تفعل"؟ وما معنى "أن تكون"؟ لقد كانت هذه تجربة غامرة بما حدث فيها مقارنةً بأمور أخرى نظن أننا يجب أن نقدّمها. وهذا بالضبط ما نعمل على أساسه في صفّنا: ما هو ذو قيمة؟ القيمة هي الحضور، والمشاركة، والحسّية. هذه كلماتنا المفتاحية، ومن الرائع مضاعفة ذلك معكم.
ومن الرائع أيضًا أنكم جئتم إلى مكاننا هنا. لو كنا سنخرج، لكان ذلك سيستهلك الكثير من الطاقة ـ من الطلاب ومنّاـ بسبب اللوجستيات الهائلة: التغذية عبر الأنابيب، القساطر، ارتداء الملابس، الصعود إلى الحافلات… نصل جميعًا مُرهقين. لكن أن نعيش ذلك هنا بهذه الطريقة فهو أمر رائع حقًا.
كان هناك شعور بالراحة يمكن رؤيته لدى الطلاب بعد ذلك: أجساد مسترخية، ملامح مرتاحة. تعب مريح، كأنهم عاشوا شيئًا، ورأوا أشياء، واستوعبوا الانطباعات.
نحن ممتنون حقًا لحصولكم على التمويل لهذا المشروع. نتمنى لو أمكننا أن نكتب لهم ونقول: شكرًا، شكرًا، شكرًا!

الصورة: يوهان دانيالسون
النص: إيلين سبنس
الترجمة: نور زرزور
